تستعد شركة آبل لإحداث نقلة نوعية في نظام تشغيل أجهزة الآيباد مع إصدار iPadOS 19، والذي يُتوقع أن يكون أقرب من أي وقت مضى إلى نظام macOS من حيث التصميم وتجربة الاستخدام. وفقًا لتقارير حديثة، يهدف هذا التحديث الطموح إلى تعزيز الإنتاجية وتعدد المهام، مما يجعل الآيباد بديلاً أقوى لأجهزة الكمبيوتر المحمولة. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا التحديث المنتظر، وكيف سيغير طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزة الآيباد، مع تسليط الضوء على أبرز الميزات المتوقعة وتأثيرها على تجربة المستخدم.

خلفية التحديث: لماذا يتجه iPadOS نحو macOS؟
منذ إطلاق نظام iPadOS كفرع مستقل عن iOS في عام 2019، سعت آبل إلى تمكين أجهزة الآيباد من أداء مهام أكثر تعقيدًا، مثل تحرير الفيديوهات، تصميم الجرافيك، وحتى البرمجة. ومع ذلك، ظل هناك فجوة بين قدرات iPadOS ونظام macOS، خاصة في إدارة النوافذ وتعدد المهام. على سبيل المثال، بينما يدعم iPadOS ميزات مثل Stage Manager وSplit View، فإن هذه الأدوات لا تزال أقل مرونة مقارنة بتجربة سطح المكتب التي يقدمها macOS.
ميزات iPadOS 19 المتوقعة
استنادًا إلى التسريبات والتقارير، من المتوقع أن يجلب iPadOS 19 مجموعة من التحسينات التي تجعل تجربة الآيباد أقرب إلى جهاز كمبيوتر مكتبي، مع التركيز على الجوانب التالية:
- إدارة النوافذ المحسنة
أحد أبرز التغييرات المتوقعة هو إعادة تصميم نظام إدارة النوافذ ليصبح أكثر مرونة، مشابهًا لما نراه في macOS. على سبيل المثال، قد يتم تحسين ميزة Stage Manager للسماح بفتح تطبيقات متعددة في نوافذ قابلة للتعديل بحرية أكبر، مع إمكانية تثبيتها أو تغيير حجمها بسهولة. هذا سيجعل الآيباد أكثر ملاءمة للمهام التي تتطلب التعامل مع عدة تطبيقات في وقت واحد، مثل تحرير المستندات بجانب متصفح الإنترنت وتطبيق الملاحظات. - تعدد المهام المعزز
يُرجح أن يقدم iPadOS 19 أدوات جديدة لتعدد المهام، مثل دعم تشغيل تطبيقات متعددة في الخلفية بكفاءة أعلى، أو إمكانية التبديل بين المهام بسرعة أكبر عبر واجهة مشابهة لـ Mission Control في macOS. هذا سيمنح المستخدمين تحكمًا أفضل في سير العمل، خاصة عند استخدام لوحة المفاتيح أو الماوس. - تصميم مستوحى من visionOS
تشير التقارير إلى أن iPadOS 19 سيعتمد عناصر تصميمية من visionOS، مثل النوافذ الشفافة، الأزرار ثلاثية الأبعاد، والإشعارات الأكثر ديناميكية. هذا التصميم لن يكون مجرد تغيير بصري، بل سيسهم في جعل الواجهة أكثر وضوحًا وسهولة في التنقل. على سبيل المثال، قد تصبح القوائم أقل ازدحامًا، مع تركيز على التفاعل السلس بين التطبيقات. - دعم محسّن للتطبيقات الاحترافية
مع اقتراب iPadOS من macOS، من المتوقع أن تدعم آبل تطبيقات احترافية مثل Final Cut Pro وLogic Pro بشكل أعمق، مع واجهات تتكيف بشكل أفضل مع الشاشة التي تعمل باللمس. كما قد نشهد إمكانية تشغيل تطبيقات macOS الأصلية على الآيباد، خاصة على طرازات iPad Pro المزودة بمعالجات M3 أو M4 القوية. - تكامل أعمق مع الذكاء الاصطناعي
بعد تقديم ميزات Apple Intelligence في iOS 18 وiPadOS 18، يُتوقع أن يوسع iPadOS 19 استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية. على سبيل المثال، قد يتم تحسين تطبيقات مثل الملاحظات والبريد الإلكتروني لتقديم اقتراحات ذكية، أو دعم ميزات جديدة مثل إنشاء محتوى تلقائي أو تنظيم الملفات بناءً على أنماط الاستخدام. - إعادة تصميم تطبيق الإعدادات
من المتوقع أن يحصل تطبيق الإعدادات على تحديث شامل ليصبح أكثر وضوحًا وتنظيمًا، مشابهًا لتطبيق الإعدادات في macOS. هذا سيسهل على المستخدمين الوصول إلى الخيارات المتقدمة، مثل إعدادات الشاشة الخارجية أو تخصيص أدوات تعدد المهام.
التأثير على تجربة المستخدم
هذا التحديث الشامل سيجعل أجهزة الآيباد، وخاصة طرازات iPad Pro وiPad Air، أكثر جاذبية للمحترفين والمبدعين الذين يبحثون عن جهاز متعدد الاستخدامات. على سبيل المثال:
- للمصممين والمحررين: إدارة النوافذ المحسنة ستتيح العمل على مشاريع معقدة باستخدام تطبيقات مثل Procreate أو Adobe Photoshop بجانب أدوات أخرى دون الحاجة إلى جهاز Mac.
- للطلاب والموظفين: تعدد المهام المعزز سيجعل الآيباد أداة مثالية لتدوين الملاحظات، حضور الاجتماعات الافتراضية، وإدارة المستندات في وقت واحد.
- للمطورين: دعم أفضل لتطبيقات البرمجة مثل Xcode سيمنح الآيباد مكانة جديدة كمنصة تطوير محمولة.
ومع ذلك، قد يثير هذا التقارب بين iPadOS وmacOS تساؤلات حول هوية الآيباد. هل سيظل جهازًا لوحيًا يعتمد على اللمس، أم سيصبح مجرد نسخة مخففة من Mac؟ تسعى آبل إلى تحقيق توازن دقيق، حيث تحافظ على سهولة الاستخدام التي يتميز بها الآيباد، مع إضافة ميزات تجعله منافسًا قويًا لأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
التحديات والانتقادات المحتملة
على الرغم من الحماس المحيط بـ iPadOS 19، هناك بعض التحديات التي قد تواجه آبل:
- تعقيد الواجهة: إذا أصبح النظام أقرب إلى macOS، قد يجد بعض المستخدمين العاديين صعوبة في التكيف مع واجهة أكثر تعقيدًا، خاصة أولئك الذين يفضلون بساطة iPadOS الحالية.
- التوافق مع الأجهزة القديمة: قد تتطلب الميزات الجديدة معالجات قوية مثل M1 أو أحدث، مما قد يحد من دعم الأجهزة الأقدم مثل iPad Air 4 أو iPad 9.
- ردود فعل المستخدمين: تغييرات التصميم الجذرية غالبًا ما تثير جدلاً. على سبيل المثال، عندما أطلقت آبل iOS 7 بتصميم جديد كليًا، واجهت انتقادات قبل أن يتكيف المستخدمون معها.
موعد الإطلاق والنسخ التجريبية
من المتوقع أن تكشف آبل عن iPadOS 19 خلال مؤتمر المطورين العالمي WWDC 2025 في يونيو 2025، حيث ستقدم عرضًا تفصيليًا للميزات الجديدة. بعد المؤتمر، ستُتاح نسخة تجريبية للمطورين، تليها نسخة تجريبية عامة في يوليو أو أغسطس 2025. الإصدار النهائي من المتوقع أن يصل في سبتمبر 2025، بالتزامن مع إطلاق أجهزة آيفون وآيباد جديدة.
مقترح لك: آبل تستعد لإطلاق تصميم جديد كليًا للآيفون بحلول 2027: هاتف زجاجي بالكامل يغير قواعد اللعبة
مقارنة مع الأنظمة السابقة
لتوضيح مدى أهمية هذا التحديث، دعونا نلقي نظرة سريعة على كيفية تطور iPadOS:
- iPadOS 13 (2019): قدم دعمًا أساسيًا لتعدد المهام ودعم الماوس، مع تركيز على فصل النظام عن iOS.
- iPadOS 16 (2022): أدخل ميزة Stage Manager، لكنها كانت محدودة وواجهت انتقادات بسبب الأخطاء.
- iPadOS 18 (2024): ركز على تخصيص الشاشة الرئيسية وإضافة ميزات Apple Intelligence، لكنه لم يغير بشكل جذري تجربة تعدد المهام.
مع iPadOS 19، يبدو أن آبل تهدف إلى تحقيق قفزة أكبر، حيث تجمع بين قوة macOS ومرونة الآيباد في نظام واحد متكامل.

الخاتمة
يُعد iPadOS 19 خطوة جريئة من آبل لإعادة تعريف دور الآيباد في عالم التكنولوجيا. من خلال جعل النظام أقرب إلى macOS، تسعى الشركة إلى تقديم تجربة إنتاجية متقدمة دون التضحية بسهولة الاستخدام التي اشتهرت بها أجهزتها اللوحية. إذا نجحت آبل في تحقيق هذا التوازن، فقد يصبح الآيباد الخيار المفضل للمحترفين والطلاب على حد سواء، مما يعزز مكانته كبديل حقيقي لأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
التعليقات