في قصة مدهشة تُبرز الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، نجح تطبيق ChatGPT، الذي طورته شركة OpenAI، في تشخيص حالة طبية نادرة لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، بعد أن عجز 17 طبيبًا عن تحديد سبب معاناته على مدى ثلاث سنوات. هذه الحادثة، التي نُشرت تفاصيلها في تقرير على موقع TODAY، تسلط الضوء على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم الأفراد في مواجهة التحديات الطبية المعقدة، خاصة عندما تصل الخيارات التقليدية إلى طريق مسدود.

بداية القصة: رحلة البحث عن إجابات
تبدأ القصة مع كورتني، والدة الطفل أليكس، التي لاحظت خلال جائحة كوفيد-19 أن ابنها البالغ من العمر أربع سنوات بدأ يعاني من أعراض غريبة ومقلقة. كان أليكس يشعر بألم في أسنانه، مما دفعه إلى مضغ أشياء عشوائية لتخفيف الانزعاج. لاحظت كورتني أيضًا تباطؤًا في نموه مقارنةً بأقرانه، بالإضافة إلى اختلالات في مشيته، حيث كانت قدماه اليمنى واليسرى تعانيان من عدم تناسق واضح. هذه الأعراض أثارت قلقها الشديد، مما دفعها إلى البحث عن إجابات من خلال زيارة العديد من الأطباء.
مقترح لك: نجاح ساحق لـ ChatGPT كيف أصبح التطبيق الأكثر تنزيلًا حول العالم في شهر مارس؟
اللجوء إلى ChatGPT: خطوة غير تقليدية
بعد أن استنفدت كل الخيارات التقليدية، قررت كورتني اللجوء إلى حل غير معتاد: استخدام ChatGPT، وهو نموذج ذكاء اصطناعي مصمم لمعالجة اللغة الطبيعية والإجابة على الأسئلة المعقدة بناءً على قاعدة بيانات واسعة. قامت كورتني بإدخال جميع المعلومات التي جمعتها عن حالة أليكس بعناية، بما في ذلك الأعراض التي لاحظتها، نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، وملاحظات الأطباء. تضمنت الأعراض التي أدخلتها الألم المزمن، تباطؤ النمو، الاختلالات في القدمين، والسلوكيات غير العادية مثل المضغ العشوائي.
التحقق من التشخيص: من الذكاء الاصطناعي إلى العلاج
لم تتوقف كورتني عند اقتراح ChatGPT، بل استخدمت هذا التشخيص كدليل لتوجيه خطواتها التالية. استشارت طبيبًا متخصصًا في الجراحة العصبية، وقدمت له المعلومات التي حصلت عليها من ChatGPT. بعد إجراء فحوصات إضافية، أكد الطبيب أن أليكس يعاني بالفعل من متلازمة الحبل الشوكي المربوط. كان هذا التشخيص بمثابة اختراق كبير بعد سنوات من عدم اليقين.

الذكاء الاصطناعي والطب: ثورة محتملة
تُعد قصة أليكس مثالًا بارزًا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة في المجال الطبي. ChatGPT، الذي صُمم أساسًا كروبوت محادثة، لم يكن مبرمجًا خصيصًا للتشخيص الطبي، لكنه استطاع من خلال تحليل الأنماط في البيانات المدخلة أن يقدم اقتراحًا دقيقًا بناءً على قاعدة معرفته الواسعة. تُظهر هذه الحادثة أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في الحالات النادرة أو المعقدة التي قد تفوق قدرات الأطباء التقليديين بسبب ندرتها أو عدم وضوح أعراضها.
ردود الفعل والتأثير المستقبلي
أثارت قصة أليكس نقاشات واسعة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب. من جهة، يرى البعض أن هذه الأدوات يمكن أن تُحدث ثورة في تشخيص الأمراض النادرة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الوصول إلى متخصصين. من جهة أخرى، هناك مخاوف من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى إغفال الجوانب الإنسانية في الرعاية الطبية أو إلى تشخيصات خاطئة في حالات أخرى.

الخاتمة
تُظهر قصة تشخيص أليكس بمساعدة ChatGPT قوة التكنولوجيا في تقديم حلول غير متوقعة للمشكلات المستعصية. بعد سنوات من الإحباط والمعاناة، تمكنت كورتني من إيجاد الإجابات التي أنقذت حياة ابنها، بفضل أداة لم تُصمم أساسًا لهذا الغرض. هذه الحادثة تذكرنا بأهمية المثابرة، الابتكار، والتعاون بين التكنولوجيا والخبرة البشرية. في المستقبل، قد تصبح مثل هذه القصص أكثر شيوعًا، مما يعيد تشكيل الطريقة التي نتعامل بها مع الرعاية الصحية ويمنح الأمل للملايين حول العالم.
التعليقات