أثار روبوت Grok، المطور من قبل شركة xAI التابعة لإيلون ماسك، جدلًا واسعًا خلال الفترة الأخيرة بعد تقارير تفيد بأنه يقوم بتصفية المعلومات وتوجيه نتائج البحث بطرق مشبوهة. وقد أدى هذا إلى اتهامات بأن ماسك يستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة للتحكم في السرد الإعلامي والتأثير على الرأي العام.
ما هو روبوت Grok؟
يعد Grok أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، المشابهة لـ ChatGPT وGemini، ويتميز بقدرته على معالجة وفهم اللغة الطبيعية للرد على استفسارات المستخدمين. تم تطويره بواسطة xAI، وهي شركة ذكاء اصطناعي أسسها إيلون ماسك كبديل عن OpenAI، التي انفصل عنها بعد خلافات حول توجهاتها.
جدل حول التحيّز والتحكم في المعلومات
في الأسابيع الأخيرة، لاحظ المستخدمون أن Grok كان يرفض تقديم إجابات على أسئلة تتعلق بمصداقية تصريحات إيلون ماسك أو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما يُتهمان بنشر معلومات مضللة. هذا الأمر أثار تساؤلات حول مدى حيادية الذكاء الاصطناعي، وهل يتم توجيه Grok عمدًا لخدمة أجندات معينة؟
ردود أفعال xAI وإيلون ماسك
أوضح إيغور بابوشكين، رئيس قسم الهندسة في xAI، أن موظفًا سابقًا في OpenAI، يعمل الآن مع xAI، هو من قام بإدخال تحديث غير مصرح به إلى توجيهات النظام الخاصة بـ Grok. وقد أكد أن هذا التحديث لا يعكس سياسات الشركة، كما أن xAI تسعى إلى جعل Grok مصدرًا محايدًا للمعلومات، وليس أداة لتوجيه المستخدمين.
مقترح لك: تسريب جديد يكشف تصميم iPhone 17 Pro Max
مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي والتلاعب بالمعلومات
هذه الحادثة ليست الأولى التي تثير مخاوف بشأن التلاعب بالذكاء الاصطناعي. فمع ازدياد استخدام هذه التقنيات، يخشى البعض أن تتحول إلى أدوات تخدم أصحاب النفوذ بدلاً من تقديم معلومات دقيقة وغير متحيزة.
تُطرح تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام والسياسة، وما إذا كان يمكن الوثوق بالأنظمة المدعومة من قبل شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، خاصةً مع نفوذه الكبير في شركات مثل تويتر (X) وTesla وSpaceX.
تطور Grok ومميزاته التقنية
منذ إطلاقه، تطور Grok بشكل ملحوظ ليصبح أكثر قدرة على فهم النصوص المعقدة والإجابة عن الأسئلة بطريقة طبيعية وسلسة. يعتمد النموذج الأحدث Grok-3 على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، ما يمنحه قدرة تحليلية أعمق مقارنة بالإصدارات السابقة. ومع ذلك، فإن هذه القدرات المتقدمة أثارت تساؤلات حول مدى تحكم المطورين في ردود الذكاء الاصطناعي، مما يعيد النقاش حول الحياد والشفافية في تطوير مثل هذه الأنظمة.
علاقة Grok بمنصات إيلون ماسك
يُعتبر Grok جزءًا من النظام البيئي التكنولوجي لإيلون ماسك، حيث تم دمجه مع منصة X (تويتر سابقًا) لتقديم تجربة دردشة متكاملة للمستخدمين. هذا التكامل يُمكّن ماسك من تعزيز تأثيره في سوق الذكاء الاصطناعي، لكنه أيضًا يثير مخاوف حول مركزية المعلومات، إذ يمكن أن يتم استخدام هذه الأدوات لصياغة اتجاهات الرأي العام بناءً على تفضيلات شخصية أو سياسية.
تدخل المهندسين في تعديل الاستجابات
كشفت تقارير حديثة أن فريق المهندسين في xAI تدخلوا مباشرة في تعديل استجابات Grok، خاصة بعد أن قدم إجابات مثيرة للجدل حول شخصيات سياسية بارزة مثل دونالد ترامب وإيلون ماسك نفسه. في إحدى الحالات، اضطر الفريق إلى إزالة ردود الروبوت التي تضمنت تصريحات حادة، مثل القول بأن ترامب وماسك قد يكونان من أكبر المضرّين بأمريكا. هذا التدخل المباشر يُلقي بظلال من الشك على مدى استقلالية الذكاء الاصطناعي وعدم خضوعه لتوجيهات مسبقة.
مقارنة بين Grok والمنافسين
عند مقارنته بمنافسين مثل ChatGPT (من OpenAI) وGemini (من Google DeepMind)، نجد أن Grok يتميز بتكامل قوي مع وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه يواجه تحديات أكبر فيما يتعلق بالحيادية والمصداقية. على الرغم من محاولات xAI تقديم نموذج ذكاء اصطناعي مختلف، إلا أن المخاوف بشأن التلاعب بالمعلومات تجعله أقل موثوقية مقارنة بالأنظمة التي تعتمد على نهج أكثر شفافية في تطويرها.
المستقبل: ذكاء اصطناعي محايد أم أداة للنفوذ؟
مع التقدم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، يبقى التحدي الأساسي هو ضمان الحياد والاستقلالية بعيدًا عن الأجندات الخاصة. فإذا كان Grok يعكس مصالح مالكه، فإن ذلك يعني أننا أمام تحول كبير في كيفية إدارة وتوجيه المعرفة الرقمية. في المستقبل، قد تصبح الحاجة ملحة لتطوير إطارات تنظيمية وقوانين تحدد مدى تدخل الشركات في توجيه الذكاء الاصطناعي، لضمان بقاء هذه التقنيات خادمة للبشرية وليس أداة بيد أصحاب النفوذ.
الخاتمة
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة تقنية هائلة، لكنه أيضًا يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة تتعلق بالشفافية والحياد. وبينما تدعي الشركات أنها تطور هذه التقنيات لخدمة المستخدمين، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي، أم أنه أصبح مجرد أداة جديدة في لعبة النفوذ والسيطرة على المعلومات؟
التعليقات